في الذكرى السادسة لرحيله
الفنانون يستذكرون مسيرة الفنان القدير الراحل عبد الحيسين عبدالرضا
تمر علينا الذكرى السادسة لرحيل الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، الذي انتقل الى رحمة الله تعالى في مثل هذا اليوم عام 2017، والذي لايزال حاضرا بيننا على الرغم من فقده إلا أن اسمه واعماله مازالا في اذهان الجميع، وهذا الامر يفسر سر المحبة الى فنان اعطى الكثير من اجل الفن ومحبة الناس، فهو صاحب عطاء لاينضب كما عاش مرحلة الريادة والتأسيس للحركة المسرحية والفنية على حد سواء، فكانت اعماله تذهب في اتجاهات فنية عدة، حيث المسرح بكل تجلياته والتلفزيون عبر كم من الشخصيات والمسلسلات وهكذا الامر مع الاذاعة وبرامجها ومسلسلاتها وايضا الاوبريتات الغنائية ومجموعة الثنائيات الفنية التي قدمها والتي شكلت روافد لمسيرته الفنية.
وشكَّل عبد الحسين حالة خاصة لدى الشارع الكويتي والخليجي فكان قريبًا من مشاكلهم ويلامس قضاياهم بطرح كوميدي ساخر، حيث وجد الجمهور في أعماله متنفسا واستشعر مدى قربه منهم، وكان حاضرا في المشهد الفني، مواكبا لجميع المتغيرات التي طرأت على الواقع الخليجي والعربي، يُعتبر الفنان عبدالحسين عبدالرضا من مؤسسي الحركة الفنية في الخليج، مع مجموعة من الفنانين، منهم: خالد النفيسي، وعلي المفيدي، وسعد الفرج، وإبراهيم الصلال، وغانم الصالح وغيرهم.
وكانت بداياته الفنية في أوائل ستينيات القرن العشرين وتحديدًا في عام 1961 وذلك من خلال مسرحية صقر قريش بالفصحى وأثبت نجاحه أمام أنظار المخرج زكي طليمات، وتوالت بعدها الأعمال من مسلسلات تلفزيونية ومسرحيات لتنطلق معها الإنجازات والشهرة والجوائز وغيرها.
وقدّم أشهر المسلسلات الخليجية على الإطلاق، ولا يزال المسلسل الأول بالخليج، هو مسلسل درب الزلق مع سعد الفرج، وخالد النفيسي، وعبد العزيز النمش، وعلي المفيدي، وكذلك مسلسل “الأقدار” الذي كتبه بنفسه، وعلى جانب المسرح كانت له مسرحيات كثيرة أشهرها باي باي لندن، وبني صامت، وعزوبي السالمية، وعلى هامان يا فرعون، وغيرها الكثير.
كما قدّم الراحل العديد من الثنائيات في الإذاعة والتلفزيون لعل أشهرها مع الفنان سعد الفرج، والذي اتضح في مسلسل درب الزلق ومسلسل الأقدار، وعدد من المسرحيات، وكذلك مع الفنان خالد النفيسي في مسلسلات محكمة الفريج، وديوان السبيل والحيالة، علمًا بأنّ بدايته مع الثنائيات كانت مع عبد العزيز النمش، ومحمد جابر، في مسلسلات مذكرات بوعليوي، والصبر مفتاح الفرج، ومن أشهر الثنائيات التي قدمها كانت مع الفنانة سعاد عبد الله في عدد من الأوبريتات.
وقد صرح لـ النهار عدد من الفنانين الذين كانت لهم علاقة وطيدة مع الراحل والذين زاملوه وعملوا معه وايضا من أحبه وراه قدوة له في المجال الفني والبداية كانت مع الفنان القدير محمد المنصور الذي قال : رحمه الله عليه بوعدنان فهو زميل عمرواتذكر عدد من الاعمال ومنها مسرحية "عزوبي السالمية" عن وايضا جلساتنا في العديد من المحافل.
كما شارك نقيب الفنانين الكويتيين د. نبيل الفيلكاوي قائلا : الراحل هو والدنا وقائدنا ونقيبنا الاول في النقابة وهو ايضا رمز من الرموز المسرحية ورحيله خسارة كبيرة عمت على الجميع لانه ليس فنان كويتي فقط بل فنان عربي وكلنا تربينا على فنه واعماله.
اما الفنان القدير عبدالرحمن العقل قال : عبدالحسين عبدالرضا اعطى الكثير من ووقته ومن صحته الى الكويت والخليج والوطن العربي لذلك وجد هذا الكم الهائل من المحبة وعدم النسيان من ذاكرة كل من احبه .
وقال الفنان القدير داود حسين: معلمي وملهمي واستاذي والاب الراحل عبدالحسين عبدالرضا، فقد فقدت انساناً عزيزاً اعطاني النصح والارشاد والفرص الكثيرة عسى الله يتغمده في جنات النعيم ويسعده كما اسعد الناس من خلال ابعاث السرور الى قلوب الجميع، فقد كان الانسان الذي يجعلنا نبتسم وهو حي ولايزال يجعلنا نبتسم بعد وفاته من خلال ما تركه من اعمال خالدة ستبقى مع الأجيال القادمة، واتمنى كل من يقرأ هذه السطور ان يقرأ الفاتحة ويهديها الى روحه الطاهرة.
وشاركت ايضا الفنانة منى شداد حيث قالت: خلال ذكرى وفاة الراحل بوعدنان فاننا على موعد مع تجديد محبته وتقديره، الذي لم يتركه اي فنان عمل معه او كان قدوة له، وانا احمد ربي على مشاركتي في عمل معه، وقد استفدت كثيرا منه، ورحيله هو الم وخسارة لكل محب له ولفنه، ووجوده كان يحل الكثير من الامور التي يتدخل بها بصمت ودون اعلان وهو دور الفنان الكبير الذي يرى زملاءه بعين المحبة والتقدير ..ونقول يابوعدنان لم ننساك يوما.
اما المخرج حسين المفيدي قال : فقدنا هرم من اهرامات الفن والبركة في الموجودين ولكن "بوعدنان" غير وعسى الله يرحم كل الفنانين الذين سبقونا خاصة ان اعماله خالدة في وجداننا واوبريتاته التي تكون في بال كل من شاهده وتمكن بجدارة من كسب محبة الناس، وخطف قلوبهم بأعماله الفنية الثرية التي وثقت محطات رئيسية في تاريخ الخليج العربي، وكذلك بإطلالته الكوميدية حتى أصبح من أهرامات الكوميديا الكويتية والخليجية والعربية، ليرحل تاركاً خلفه إرثاً فنياً عظيماً لا ينسى.. "فهو الغائب .. الحاضر". المصدر: جريدة النهار / مشاري حامد .